آية الكرسي

مقدمة

تُعد آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم. وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة، أطول سور القرآن. تتميز هذه الآية بمكانة رفيعة وفضل عظيم في الإسلام، لما تضمنته من وصف دقيق وعظيم لجلال الله تعالى وعظمته وكمال صفاته. إنها آية مباركة يُستحب للمسلمين قراءتها في أوقات مختلفة لما لها من فوائد عظيمة وأثر مبارك في حياة المسلم.

 

اسم ومعنى اسم آية الكرسي

سُميت هذه الآية بـ “آية الكرسي” لورود كلمة “الكرسي” فيها. وقد اختلف العلماء في معنى الكرسي هنا، فمنهم من قال إنه العرش، ومنهم من قال إنه موضع قدمي الرحمن، ومنهم من قال إنه رمز لعظمة الله وسلطانه وعلمه المحيط بكل شيء. وعلى أي حال، فإن ذكر الكرسي في هذه الآية يدل على عظمة الله تعالى وجلاله وقدرته المطلقة.

 

فضل وأهمية آية الكرسي

تتجلى فضائل وأهمية آية الكرسي في الإسلام في جوانب عديدة، وقد وردت في فضلها أحاديث نبوية شريفة تؤكد عظيم مكانتها:

  • أعظم آية في القرآن: ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: “يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله أعظم؟” قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: “يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله أعظم؟” قال: قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]. قال: فضرب في صدري وقال: “ليهنك العلم أبا المنذر”.
  • الحماية من الشر: يُستحب قراءة آية الكرسي قبل النوم وبعد كل صلاة مفروضة لما ورد في فضلها من أنها تحفظ قارئها من الشرور والشياطين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت”.
  • البركة والخير: قراءة آية الكرسي تجلب البركة والخير على قارئها وعلى بيته وأهله.
  • الرفعة في الدنيا والآخرة: لما تشتمل عليه من معاني التوحيد الخالص والاعتراف بعظمة الله تعالى.

المعنى والتفسير

تحمل آية الكرسي معاني عظيمة ودلالات عميقة في كل كلمة من كلماتها:

  • الله لا إله إلا هو الحي القيوم: تبدأ الآية الكريمة بالشهادة بوحدانية الله تعالى وأنه لا معبود بحق إلا هو، وهو “الحي” الذي لا يموت ولا يفنى، و”القيوم” الذي قام بنفسه وقام به كل شيء، وهو القائم على شؤون خلقه.
  • لا تأخذه سنة ولا نوم: تنفي هذه الجملة عن الله تعالى أي نقص أو ضعف، فهو سبحانه وتعالى لا يغلبه نعاس ولا نوم، لكمال حياته وقيوميته.
  • له ما في السماوات وما في الأرض: هذه الجملة تؤكد ملكية الله تعالى المطلقة لكل ما في الكون، فهو الخالق والمالك والمتصرف في كل شيء.
  • من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه: تبين هذه الجملة عظمة الله تعالى وأنه لا يستطيع أحد أن يشفع عنده لأحد إلا بإذنه ومشيئته، وهذا يدل على عظيم سلطانه.
  • يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء: هذه الجملة تدل على إحاطة علم الله تعالى بكل شيء، فهو يعلم الماضي والحاضر والمستقبل، ولا يستطيع أي مخلوق أن يحيط بشيء من علمه إلا ما أطلعه الله عليه.
  • وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم: هذه الجملة تصف عظمة كرسيه الذي وسع السماوات والأرض، ولا يثقله حفظهما، وهو سبحانه وتعالى “العلي” في ذاته وصفاته وأفعاله، و”العظيم” الذي لا أعظم منه.

الأهمية العقائدية لآية الكرسي

تشتمل آية الكرسي على أصول عظيمة في العقيدة الإسلامية، من أهمها:

  • توحيد الألوهية: التأكيد على أن الله وحده هو المستحق للعبادة.
  • توحيد الربوبية: التأكيد على أن الله وحده هو الخالق والمالك والمدبر للكون.
  • إثبات صفات الكمال لله تعالى: مثل الحياة والقيومية والعلم والقدرة والعظمة.
  • نفي النقائص عن الله تعالى: مثل السنة والنوم والعجز.
  • بيان عظمة الله وسلطانه المطلق.
  • تأكيد الإيمان بالشفاعة بإذن الله.

تلاوة آية الكرسي في الحياة اليومية

يُستحب للمسلمين قراءة آية الكرسي في أوقات مختلفة من اليوم والليلة لما لها من فضل عظيم، ومن هذه الأوقات:

  • بعد كل صلاة مفروضة: لما ورد في الحديث من فضل قراءتها في هذا الوقت.
  • قبل النوم: لما ورد أنها تحفظ القارئ من الشيطان حتى يصبح.
  • في الصباح والمساء: ضمن الأذكار والأوراد اليومية.
  • عند الخوف أو الكرب: لما فيها من التوكل على الله والاعتراف بعظمته.

خاتمة

آية الكرسي هي آية عظيمة القدر جليلة الشأن، تحمل في طياتها معاني عظيمة في التوحيد والاعتراف بعظمة الله تعالى وكمال صفاته. إن فضل هذه الآية عظيم وأثرها مبارك في حياة المسلم. لذا، يُستحب لكل مسلم أن يحرص على حفظ هذه الآية وتدبر معانيها وقراءتها في الأوقات المستحبة، لما فيها من خير وبركة وحفظ من كل شر. إنها بحق جوهرة من جواهر القرآن الكريم.

روابط تحميل البحث

تحميل البحث

تحميل البحث