الكاتب : علي عبد ال
عدد صفحات الكتاب : 296 صفحة
سنة الإصدار : 2023 م
حول عملك إلى لعبة.
- إمتلك القوة.
- إختر محيطك الإجتماعي.
إن سر الإنتاجية لا يكمن في الانضباط، بل في الفرح، ونحن نعتقد أن الإنتاجية تتلخص في العمل الجاد، وأن الطريق إلى النجاح محفوف بالإحباط والتعب المستمرين. ولكن ماذا لو كان هناك طريق آخر؟
مساحة إعلانية
هل تتذكر أيام الطفولة كنا نلعب لساعات طويلة دون ان نشعر بالملل. ما الذي تغير ؟
لماذا كنا نقضي ساعات طويلة مستمتعين باللعب، بينما تُشكل اليوم أوقات الدراسة او العمل عبئاً ثقيلاً
تخيل حياة يكون فيها العمل شيئا مسلياً وممتعاً ستقول هذا مستحيل كيف أستمتع بشيء لا أحبه
في الحقيقه ذلك ممكن وكتاب الإنتاجية الممتعة لعلي عبدال سيعلمنا كيف نفعل ذلك عبر خطوات سهلة وبسيطة
” أنت لم تعد طفلاً .. توقف عن اللعب وخذ الحياة بجدية “
يعتبر الكاتب أن هذه اسوأ نصيحة قُدمت لنا في بداية حياتنا .. حيث كشفت الدراسات النفسية الحديثة أن اللعب له دور جوهري في ترميم الفرد المتعب نفسياً وجسدياً
هل هذا يعني أن نترك أعمالنا ونتجه نحو اللعب
طبعاً لا ولكن إذا وجدنا طريقة لجعل أعمالنا تبدو مثل اللعب سيصنع ذلك فرقا هائلاً في حياتنا
📝يقول الكاتب ” اللعب يمنحنا الطاقة لإنه يخفف من توترنا في هذه الحياة المُتْعِبة، لذلك فالدمج بين العمل واللعب سيشعرنا بالتحسن ويدفعنا للإنجاز أكثر ✅ “
ولكن كيف نفعل ذلك ؟! ⬅️ يُقدم لنا علي عبدال ثلاث طرق لدمج روح اللعب في في حياتنا :
1️⃣ خلق جو من المغامرة :
فكر في السبب الذي يجعلك تستمتع بألعاب الفيديو، السر يكمن في الإحساس بالمغامرة، إكتشاف أماكن سرية، إنجاز مهام جانبية، تقمص شخصيات وأدوار جديدة، هذا ما يجعل ألعاب الفيديو مسلية، لذلك حاول دمج هذه العناصر في عملك، مثلاً إكتشف طرقاً أو أماكن جديدة للقيام بالعمل، ضع لنفسك تحديات يومية، تخيل أنك ستنقذ العالم من كارثة إذا أنجزت مهمتك على أكمل وجه، خلق المغامرة في العمل يجعله مسلياً أكثر.
2️⃣ إبحث عن المتعة 👀 :
إبحث عن المتعة في كل ما تفعل، يقول الكاتب أنه قبل مباشرة أي مهمة يسأل نفسه هذا السؤال – كيف سيبدو هذا العمل لو كان ممتعا ؟ ربما عبر سماع موسيقى حماسية أو التحلي بروح الدعابة أو العمل مع أحد الاصدقاء أو ربما مكافأة نفسك بعد أن تنتهي. كلها أساليب ناجحة استخدمها الكاتب للعثور على المتعة في عمله ولكن الأهم من كل هذا أن تتعلم التركيز على العملية لا على النتيجة – أي عوض التفكير في الوصول إستمتع بالرحلة – فالمتعة لا تنتظرك على خط النهاية بل ترافقك أثناء الطريق.
3️⃣ تخفيض المخاطر :
فإذا كانت المغامرة والمتعة تعززان قدرتنا على دمج روح اللعب في أعمالنا، فالقلق والتوتر يدمران تلك القدرة، لذلك يشدد الكاتب على ضرورة خلق ظروف مريحة في العمل وذلك عبر إعاده تشكيل معتقداتنا حول الخسارة والفشل ،نحن البشر نتأثر بشكل كبير بالعواقب السلبية التي تترتب عن فشلنا في إنجاز مهامنا، ما يمنعنا من الإستمتاع بها، مثلاً خوفك من الرسوب في الإمتحان قد يجعلك تكره الدراسة، لذلك لا تنظر للفشل على أنه فشل بل أنظر إليه على أنه فرصه لتعلم أشياء جديدة، وحافز لبذل مجهود أكبر، إذا كنت أكثر شجاعة في مواجهة الفشل وأقل تأثراً بعواقبه السلبية ستقل الضغوط في العمل وتقضي اوقات مسلية.
مساحة إعلانية
لا يمكننا أن نستمتع بعمل لا نجيد فعله أو لا نملك القدرة اللازمة لإنجازه
لذلك يقول علي عبدال أن المركب الثاني للشعور بالمتعة أثناء العمل والإنتاجية هو إمتلاك القوة، وذلك ليس شيئاً تحصل عليه من الأخرين بل شيء تحققه بنفسك، وما يقصده الكاتب بالقوة هو الشعور بأن وظيفتك تحت السيطرة وأنك قادر على على التحكم بحياتك وأن القرارات المتعلقة بمستقبلك متعلقة بك وحدك، إذا توفرت لك القوه بهذا المعنى فأنت بلا شك ستستمتع بالعمل الذي تقوم به.
ولإمتلاك هذه القوة عليك أولاً أن تعزز ثقتك بنفسك، بينت أحد الدراسات أن الشعور بالثقة بقدرتنا على إكمال مهمه معينة يمنحنا شعوراً جيداً أثناء أدائها ويساعدنا على إنجازها بشكل أفضل، ويستشهد الكاتب بطبيب النفس الأمريكي البرت بندورا صاحب فكره الكفاءة الذاتية الذي توصل بعد سنوات من البحث إلى “ أن ما يهم فعلاً ليس ما نملكه من قدرات وإنما ما نشعر به حيالها ” ومبدأ الكفاءة الذاتية يعمل وفق هذا القانون البسيط، الأشياء التي تقولها غالبا ما تصبح أشياء تؤمن بها فعلاً.
في دراسة أجريت سنة 2014 طُلب من المشاركين ركوب الدراجة، وتم قياس الوقت المطلوب لوصولهم الى الإرهاق الكامل، فوجدوا أن تحفيز المشاركين بكلمات إيجابية مثل ( أنت تقوم بعمل جيد – أحسنت – يمكنك أن تواصل ) كان له أثر كبير على قوة المشاركين وضاعف قدرتهم على التحمل.
والخطوة الثانية لإمتلاك القوة هي “ تطوير مهاراتك في العمل ” لا يمكنك التحكم في عملك وإدارته بكفاءة دون إمتلاك المهارة اللازمة لفعل ذلك، وأفضل وسيلة لتطوير مهاراتك هي عبر التعلم والممارسة، لذلك ينصحنا الكاتب بإتباع اسلوب الشوشن الياباني للتعلم والذي يعني عقلية المبتدئين أي باشر مهامك بنفس الفضول والإنفتاح والتواضع الذي يملكه شخص مبتدئ فالإحتراف حسب الثقافة اليابانية لا يعني فقط أنك تتقن عملك ولكن أيضا أنك منفتح دائماً على تطوير مهاراتك عبر تعلم أساليب وتقنيات جديدة.
مساحة إعلانية
وأخيراً لا يمكن أن تستمتع بالعمل في محيط لا يُشجع على ذلك
لذلك يقول علي عبدال أن المركب الثالث والأخير الذي يمدنا بطاقة الإستمتاع في العمل هم البشر الذين يملكون قدرة التاثير على مزاجنا وجعلنا أكثر انتاجية.
كشفت دراسة نفسية أُجريت سنة 2003 تأثير العلاقات الإجتماعية داخل العمل على مزاج ومردود العمال، بعض الأشخاص يجعلونك مرتاحا أثناء العمل معهم والبعض الأخر تكون رفقتهم أشبه بكابوس مزعج، هذا ما سماه العلماء بالطاقة الاجتماعية في العمل، لذلك يعتبر الكاتب أن الشعور بالراحة والإنتماء في عملك من أهم عوامل الإستمتاع به.
ومن النصائح لبناء علاقات قوية داخل العمل :
- أنظر لزملائك كرفاق لا كمنافسين.
- لا تتردد في طلب أو تقديم المساعدة داخل العمل فذلك مهم جداً لجعل الأخرين يحبونك ويثقون بك.
- إبتعد عن كل شخص لا ترتاح بالتواجد معه داخل العمل، فالبعض همهم الوحيد هو يجعلك منهكاً وتعيساً.
نحن نقضي تقريباً ثلث أوقاتنا في العمل أو الدراسة لهذا أحرص على إستغلال ذلك الوقت على أكمل وجه عبر خلق المغامرة والبحث عن المتعة وإعادة تشكيل معتقداتك حول الخسارة والفشل، ستجعل عملك أشبه بلعبة مسلية، وعبر تعزيز ثقتك بنفسك وتطوير مهاراتك ستمتلك القوة اللازمة للتحكم في عملك وحياتك، وعبر تحسين مهاراتك في التواصل ستحول محيطك في العمل الى مساحة تشعرك بالراحة والأمان وهكذا يمكنك تحويل عملك الروتيني الممل إلى نشاط مثير وممتع.