القطاعات الدائرية

مقدمة

تُعد القطاعات الدائرية (Pie Charts أو Circle Graphs) من الأدوات البيانية الشائعة والفعالة في تمثيل البيانات النوعية (الفئوية) أو الكمية التي تُعبر عن أجزاء من الكل. تقوم هذه الرسوم البيانية بتقسيم دائرة كاملة إلى قطاعات مختلفة، حيث يمثل حجم كل قطاع (من حيث الزاوية أو المساحة) النسبة المئوية أو الجزء النسبي للفئة التي يمثلها من إجمالي البيانات. بفضل بساطتها وسهولة فهمها، تُستخدم القطاعات الدائرية على نطاق واسع في مختلف المجالات لعرض توزيع البيانات وتوضيح أهمية كل فئة بالنسبة للمجموع الكلي بصورة بصرية جذابة ومباشرة. فهي تُمكن المشاهد من إجراء مقارنات سريعة بين أحجام الفئات المختلفة وتقييم مساهمة كل جزء في الكل. إن فهم كيفية إنشاء القطاعات الدائرية وتفسيرها يُعد مهارة أساسية في تحليل البيانات وعرضها بشكل فعال.

 

تعريف القطاعات الدائرية وكيفية إنشائها

القطاع الدائري هو تمثيل بياني دائري يُقسم إلى شرائح (قطاعات)، حيث تمثل كل شريحة فئة معينة من البيانات، ويكون حجم الشريحة متناسبًا مع حجم (أو نسبة) هذه الفئة من إجمالي البيانات.

تتضمن عملية إنشاء القطاع الدائري الخطوات التالية:

  1. جمع البيانات: الحصول على البيانات النوعية أو الكمية التي تُمثل أجزاء من الكل.
  2. حساب النسبة المئوية (أو الجزء النسبي) لكل فئة: يتم ذلك عن طريق قسمة قيمة كل فئة على إجمالي قيمة البيانات وضرب الناتج في 100 للحصول على النسبة المئوية.
  3. حساب زاوية كل قطاع: بما أن الدائرة الكاملة تمثل 360 درجة، فإن زاوية كل قطاع تتناسب مع النسبة المئوية (أو الجزء النسبي) للفئة التي يمثلها. تُحسب زاوية القطاع بالصيغة: زاوية القطاع = النسبة المئوية للفئة × 3.6∘
  4. رسم الدائرة وتقسيمها إلى قطاعات: باستخدام الزوايا المحسوبة، يتم تقسيم الدائرة إلى قطاعات مختلفة.
  5. تسمية القطاعات وتوضيح النسب: يتم تلوين كل قطاع بلون مختلف وكتابة اسم الفئة والنسبة المئوية (أو الجزء النسبي) التي يمثلها داخل القطاع أو بجانبه باستخدام مفتاح توضيحي.

العناصر الأساسية للقطاعات الدائرية

يتكون القطاع الدائري من العناصر التالية:

  • الدائرة: تمثل الكل أو إجمالي البيانات (100%).
  • القطاعات (Slices): تمثل كل فئة من البيانات، ويكون حجمها متناسبًا مع نسبة هذه الفئة من الكل.
  • الزوايا المركزية: الزاوية التي يشكلها كل قطاع عند مركز الدائرة، وتتناسب مع حجم الفئة.
  • الألوان: تُستخدم ألوان مختلفة لتمييز القطاعات المختلفة وتسهيل المقارنة البصرية.
  • التسميات (Labels): اسم كل فئة مكتوبًا بجانب القطاع أو داخله.
  • النسب المئوية (Percentages): النسبة المئوية التي يمثلها كل قطاع من إجمالي البيانات، وتُكتب عادة بجانب التسمية أو داخل القطاع.
  • العنوان (Title): وصف موجز للبيانات المعروضة في القطاع الدائري.
  • المفتاح التوضيحي (Legend): في حالة عدم وجود تسميات مباشرة على القطاعات، يُستخدم مفتاح توضيحي لربط الألوان بالفئات.

حساب زوايا القطاعات ومساحاتها

كما ذكرنا في طريقة الإنشاء، تُحسب زاوية كل قطاع بناءً على نسبته من الكل. أما بالنسبة لمساحة كل قطاع، فهي أيضًا تتناسب مع نسبة الفئة من الكل. فإذا كانت فئة ما تمثل 25% من البيانات، فإن القطاع الذي يمثلها سيشغل 25% من مساحة الدائرة الكلية.

 

التطبيقات العملية للقطاعات الدائرية في مجالات متنوعة

تُستخدم القطاعات الدائرية على نطاق واسع في مختلف المجالات:

  • الأعمال والتسويق: عرض حصص السوق للشركات المختلفة، وتوزيع ميزانية التسويق، وتحليل مصادر الإيرادات.
  • العلوم الاجتماعية: عرض نتائج استطلاعات الرأي، وتوزيع السكان حسب الفئات العمرية أو التعليمية، وتحليل أنماط الإنفاق.
  • التعليم: عرض توزيع الطلاب حسب التخصصات، ونتائج الاختبارات في شكل نسب مئوية.
  • الإعلام والصحافة: عرض نتائج الانتخابات، وتوزيع المشاهدين أو القراء على مختلف الفئات.
  • العلوم البيئية: عرض توزيع أنواع الكائنات الحية في نظام بيئي معين، وتوزيع مصادر الطاقة.
  • الحياة اليومية: عرض توزيع المصروفات الشخصية، وتفضيلات الأطعمة أو الأنشطة.

إرشادات حول الاستخدام الفعال للقطاعات الدائرية وتجنب الأخطاء الشائعة

لتحقيق أقصى استفادة من القطاعات الدائرية وتجنب تضليل المشاهد، يجب مراعاة الإرشادات التالية:

  • استخدامها لعرض أجزاء من الكل فقط: لا تُستخدم القطاعات الدائرية لمقارنة كميات منفصلة أو لإظهار التغيرات عبر الزمن.
  • الحفاظ على عدد محدود من الفئات: يُفضل ألا يزيد عدد الفئات عن 5-7 فئات لتجنب الازدحام وصعوبة القراءة. إذا كان هناك عدد كبير من الفئات الصغيرة، يمكن تجميعها في فئة “أخرى”.
  • ترتيب القطاعات بشكل منطقي: يمكن ترتيب القطاعات حسب حجمها (من الأكبر إلى الأصغر أو العكس)، أو حسب أهميتها، أو بترتيب منطقي آخر.
  • استخدام الألوان بفعالية: اختيار ألوان متباينة وسهلة التمييز لكل قطاع.
  • تضمين التسميات والنسب المئوية بوضوح: كتابة اسم الفئة والنسبة المئوية مباشرة على القطاع أو استخدام مفتاح توضيحي واضح.
  • تجنب استخدام التأثيرات ثلاثية الأبعاد المضللة: قد تُؤدي التأثيرات ثلاثية الأبعاد إلى تشويه حجم القطاعات وصعوبة مقارنتها بدقة.
  • تقديم عنوان واضح: يجب أن يعكس العنوان طبيعة البيانات المعروضة.
  • التحقق من أن مجموع النسب المئوية يساوي 100%: للتأكد من دقة التمثيل.

الخاتمة

تُعد القطاعات الدائرية أداة بيانية قوية وبديهية لعرض البيانات التي تُمثل أجزاء من الكل. بفضل تمثيلها البصري المباشر للنسب، تُسهل فهم توزيع البيانات وإجراء مقارنات سريعة بين الفئات المختلفة. ومع ذلك، فإن الاستخدام الفعال لهذه الأداة يتطلب فهمًا واضحًا لكيفية إنشائها وتفسيرها، بالإضافة إلى الوعي بالقيود المحتملة والأخطاء الشائعة في تصميمها. عند استخدامها بشكل صحيح، تُصبح القطاعات الدائرية وسيلة تواصلية قيمة لنقل المعلومات الإحصائية ببساطة ووضوح لجمهور متنوع. إن إتقان استخدام هذه الأداة يُعزز قدرتنا على عرض البيانات بشكل جذاب وفعال واستخلاص رؤى ذات مغزى منها.

روابط تحميل البحث

تحميل البحث

تحميل البحث