بيئة الدب القطبي

مقدمة
الدب القطبي هو واحد من أكبر الثدييات اللاحمة على وجه الأرض، ويعيش في المناطق القطبية الشمالية. يُعتبر الدب القطبي من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية والصيد الجائر. في هذا البحث، سنتناول بيئة الدب القطبي، تكيفه مع البيئة القطبية، غذائه، تكاثره، والتحديات التي يواجهها.
بيئة الدب القطبي
الموطن
يعيش الدب القطبي في المناطق المحيطة بالقطب الشمالي، والتي تشمل الحزم الجليدية للمحيط المتجمد الشمالي والمناطق الساحلية المحيطة بها. يمكن أن يصل مداها حتى الأطراف الجنوبية لجرينلاند وآيسلندا. تقضي الدببة القطبية فصل الشتاء على طول الحافة الجنوبية للحزمة الجليدية، أو الحافة الشمالية للجليد المتكوّن قبالة سواحل القارات، بينما تبقى في فصل الصيف في الأماكن الساحلية التي تحتفظ بالجليد الثابت أو على حواف الكتل الجليدية المتراجعة.
التوزيع الجغرافي
يشمل موطن الدببة القطبية خمس دول عبر القطب الشمالي وهي: الولايات المتحدة (ألاسكا)، كندا، روسيا، جرينلاند، والنرويج. يعتمد حجم نطاق الدب القطبي على عاملين رئيسيين هما: جودة الجليد البحري، وتوافر الفقمات.
تكيف الدب القطبي مع البيئة القطبية
الفراء والدهون
تتمكّن الدببة القطبية من العيش في بيئتها شديدة البرودة بفضل طبقة الفراء السميك التي تعلو طبقة دافئة من الدهون والتي تعلو بدورها جلد أسود اللون يساعد على امتصاص أشعة الشمس الدافئة. كما تغطي طبقة الفراء الجزء السفلي من القدم فتدفّئه وتمكنّه من السير على الجليد دون أن ينزلق.
الأطراف
تكون الأطراف الخلفية للدب القطبي أطول من الأطراف الأمامية، ويحتوي كف القدم على 5 أصابع ينتهي كل منها بمخلب سميك ومنحنٍ وغير قابل للانسحاب. تكون الكفوف الأمامية مستديرة ومكففة جزئياً (يوجد أغشية بين الأصابع) في حين تكون الكفوف الخلفية ممدودة.
الرأس
يكون رأس الدب القطبي مستطيل وصغير نسبياً مقارنةً بحجم الجسم، وله عينان قريبتان من بعضهما البعض بلون بني داكن، وآذان صغيرة الحجم، وله خط ممدود، وأنف عريض وأسود ومقوس قليلاً، وفم يحتوي على 42 سناً.
غذاء الدب القطبي
تُعتبر الفقمات الغذاء الأساسي للدببة القطبية، حيث تعتمد عليها بشكل كبير لتلبية احتياجاتها الغذائية. تصطاد الدببة القطبية الفقمات على الجليد البحري، حيث تنتظر بالقرب من فتحات التنفس التي تستخدمها الفقمات للصعود إلى السطح. بالإضافة إلى الفقمات، يمكن أن تتغذى الدببة القطبية على الحيتان الميتة، وعجول البحر، والأسماك، واللاموس (نوع من القوارض)، والأشنة، وبيوض الطيور البحرية.
تكاثر الدب القطبي
فترة الحمل
تتراوح فترة حمل الدببة القطبية بين 5 إلى 8.5 أشهر. تضع الأنثى عادةً صغيرين في الجحر الأمومي خلال فصل الشتاء. تكون الصغار عند الولادة عمياء وصغيرة الحجم، حيث تزن حوالي نصف كيلوغرام فقط.
التربية
تعمد الدبة الأم إلى تعليم صغيريها السباحة والصيد، حيث تعتبر السباحة وسيلة هامة للتنقل السريع في الماء. تبقى الصغار مع الأم لمدة تصل إلى سنتين، حيث تتعلم خلالها مهارات البقاء والصيد.
التحديات التي يواجهها الدب القطبي
التغيرات المناخية
يُعتبر الاحتباس الحراري من أكبر التحديات التي تواجه الدببة القطبية، حيث يؤدي ذوبان الجليد البحري إلى تقليل مساحة الصيد المتاحة لها. يجعل ذوبان الجليد من الصعب على الدببة القطبية اصطياد ما يكفيها من الطرائد، مما يؤثر على صحتها وتكاثرها.
الصيد الجائر
أدى الصيد الجائر خلال عقود كثيرة من الزمن إلى ازدياد الخوف العالمي حول مستقبل الدببة القطبية. إلا أن جمهراتها أظهرت تعافياً وازدياداً في أعداد أفرادها بعد أن فرضت قوانين صارمة لحمايتها في أكثر البلدان التي يقطنها.
التلوث
يُعتبر التلوث من التحديات الأخرى التي تواجه الدببة القطبية، حيث يمكن أن تؤدي المواد الكيميائية السامة إلى تلوث البيئة البحرية وتؤثر على صحة الدببة القطبية. يمكن أن تتراكم المواد الكيميائية في جسم الدببة القطبية من خلال السلسلة الغذائية، مما يؤثر على صحتها وتكاثرها.
خاتمة
الدب القطبي هو واحد من أكبر الثدييات اللاحمة على وجه الأرض، ويعيش في المناطق القطبية الشمالية. يُعتبر الدب القطبي من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية والصيد الجائر. من خلال فهم بيئة الدب القطبي وتكيفه مع البيئة القطبية، يمكننا تحسين فهمنا للعالم من حولنا وتطوير استراتيجيات للحفاظ على هذا النوع المهدد بالانقراض.