الكاتب : أوستن كلون
عدد صفحات الكتاب : 160 صفحة
سنة الإصدار : 2012 م

كتاب “اسرق مثل فنان” (Steal Like an Artist) للكاتب الأمريكي أوستن كلون ليس مجرد دليل إبداعي عادي، بل هو دعوة جريئة لتحدي المفاهيم التقليدية عن الأصالة والابتكار. يُقدم كلون -الذي يُعتبر كاتبًا وفنانًا بصريًّا- فلسفة مُغايرة تمامًا: “كل الفنون سرقة” ، لكن هذه السرقة ليست نسخًا أعمى، بل إعادة تشكيل للتأثيرات الشخصية بروح مُبتكرة. الكتاب مُوجَّه لكل من يبحث عن طرق عملية لتنمية إبداعه، سواء كان كاتبًا، رسامًا، مُصممًا، أو حتى مُبتكِرًا في أي مجال. إليك ملخصًا موسعًا يُقدِّم أبرز الأفكار مع تفاصيل ثرية وطريقة عرض مُمتعة:
يعتمد الكتاب على مزيج من النظريات النفسية، والتجارب الواقعية، والنصائح العملية التي يمكن تطبيقها على الفور لتحسين جودة الحياة النفسية.
يبدأ كلون بتحدي المعتقدات الشائعة بأن الإبداع يأتي من فراغ. فهو يؤكد أن كل فكرة جديدة هي مزيج من أفكار قديمة ، وأن مهمة الفنان ليست اختراع شيء من العدم، بل “سرقة” الأفكار وإعادة تجميعها بأسلوب فريد ، اي أنه لا يوجد شيء أصيل تمامًا. كل عمل إبداعي هو مزيج من أعمال سابقة.
اسرق مثل فنان
الإبداع ليس خلق شيء من العدم، بل هو إعادة تجميع وتشكيل وتطوير لأفكار موجودة بالفعل. “السرقة” هنا ليست النسخ الأعمى، بل هي عملية انتقاء، وإعادة إنتاج بأسلوبك الخاص. أي لا تخجل من التأثر بالآخرين. حتى بابلو بيكاسو قال: “يستطيع اللصوص سرقة الأفكار، أما العباقرة فيسرقونها!”. المفتاح هو تحويل ما تسرقه إلى شيء يحمل بصمتك .
لا يوجد شيء أصلي تمامًا. كل الأفكار هي تطوير أو إعادة تجميع لأفكار سابقة.
تعلم كيف تسرق مثل الفنانين العظماء: اختَر، عدّل، وأضِف لمستك.
السرقة هنا ليست تقليدًا أعمى، بل تأثرًا واعيًا ومبتكرًا.
اجمع مكتبة مرجعيات لأشخاص وأعمال تُلهمك.
لا تنتظر حتى تعرف من أنت لتبدأ في العمل، لا تنتظر الإلهام، ابدأ الآن
الإلهام لا يأتِ من السماء، بل من العمل اليومي . كلون يُشجِّع على استخدام ما لديك حاليًّا: أدوات بسيطة، معرفة محدودة، حتى أفكار ناقصة. الكثيرون يؤجلون البدء في مشروعاتهم الإبداعية لأنهم لا يشعرون بأنهم “فنانون حقيقيون” أو لا يعرفون “أسلوبهم” بعد. ابدأ الآن! الهوية والأسلوب يظهران من خلال العمل، وليس قبله. ابدأ بالتقليد! نعم، قلّد أعمال من تحب في البداية. هذا ليس هدفك النهائي، لكنه طريقة رائعة للتعلم وفهم كيفية عمل الأشياء. من خلال التقليد، ستكتشف ما يعجبك وما لا يعجبك، وما تجيده وما تحتاج لتحسينه. هذا التمرين يساعدك على اكتشاف صوتك الخاص تدريجيًا.
الإبداع يتطلب العمل، لا الانتظار.
“التقليد” هو أول خطوة نحو الأصالة: قم بتقليد من تحب، ثم طور نفسك أثناء الرحلة.
لا تحاول أن “تكتشف نفسك” أولاً، بل ابدأ، وستُكتشف في الطريق.
اكتب الكتاب الذي تريده أن تقرأه
أفضل طريقة لإنجاز عمل جيد هي أن تصنع شيئًا تشعر بشغف تجاهه وترغب أنت بنفسك في استهلاكه. إن كنت لا تجد ما تبحث عنه في العالم، اصنعه بنفسك. اجعل التأثيرات الخارجية جزءًا من عمليتك الإبداعية . قراءة كتب، زيارة متاحف، متابعة فنانين مفضلين… كل ذلك يُغذي عقلك. كلون يُذكِّرنا بـ”مبدأ السحب“: ما تستهلكه اليوم سيظهر في أعمالك غدًا. فكّر في الموضوعات التي تثير فضولك، المشاكل التي تود حلها، القصص التي تود سماعها. استخدم هذه الرغبات كوقود لمشروعك الإبداعي. الشغف سيظهر في عملك وسيجذب الآخرين.
أنشئ العمل الذي تتمنى وجوده.
إذا لم تجد ما يلهمك، كن أنت من يخلقه.
استخدم يديك
في عصر رقمي بحت، هناك قيمة كبيرة للعمل المادي واليدوي. استخدام يديك (الرسم على الورق، تدوين الملاحظات يدويًا، بناء نماذج) يمكن أن يفتح مسارات تفكير جديدة ويحفز الإبداع بطريقة لا يستطيع العمل الرقمي وحده تحقيقها. خصص وقتًا للعمل بعيدًا عن الشاشات. احتفظ بمفكرة صغيرة لتدوين الأفكار في أي وقت. استخدم الأوراق اللاصقة، لوحات الأفكار (mood boards)، أو أي أدوات مادية تساعدك على التفكير والربط بين الأفكار بشكل مختلف. الإنترنت ليس مجرد منصة لنشر الأعمال، بل مكتبة ضخمة للمحفِّزات الإبداعية . لكن احذر من الوقوع في فخ المقارنة أو فقدان التركيز. اختر شبكة اجتماعية واحدة، وحدِّد وقتًا محددًا للاستخدام.
الإبداع ليس نشاطًا عقليًا فقط.
اخرج من الشاشة. ارسم، اكتب بخط يدك، قص ولصق، تحرك!
استخدام اليدين يمنحك اتصالًا أعمق مع العملية الإبداعية.
المشاريع الجانبية والـ"هوايات" مهمة
لا تضع كل بيضك في سلة واحدة. وجود مشاريع جانبية أو هوايات لا ترتبط مباشرة بعملك الأساسي يمكن أن يكون مصدرًا هائلاً للإلهام والمتعة. غالبًا ما تأتي أفضل الأفكار عندما لا تكون مضغوطًا لإنتاج شيء “احترافي” أو “تجاري”. ابدأ صغيرًا، لا تنتظر المثالية كونك هاوٍ لا يعني أن أعمالك أقل قيمة. كلون يحث على التجربة المتكررة ، حتى لو كانت النتائج غير مرضية في البداية. خصص وقتًا للمشاريع التي تستمتع بها لمجرد الاستمتاع بها. هذه المشاريع يمكن أن تخفف الضغط عن عملك الأساسي وتوفر مساحة للتجريب واللعب، مما يغذي إبداعك بشكل عام.
لا تضع كل طاقتك في مشروع واحد.
المشاريع الجانبية تُغذي روحك وتفتح لك أبوابًا غير متوقعة.
اللعب جزء من العمل.
السر هو: انجز العمل الجيد، وشاركه
كل الأفكار العظيمة في العالم لا قيمة لها ما لم يتم تنفيذها. الفرق بين الفنان الذي يحلم والفنان الذي ينتج هو القدرة على البدء والمواظبة على العمل. ضع لنفسك روتينًا. خصص وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا للعمل على مشروعك الإبداعي، حتى لو كان لوقت قصير. التزم بهذا الوقت. لا تنتظر الإلهام، بل ابدأ العمل وسوف يأتي الإلهام أثناء العمل. التركيز على العملية اليومية بدلاً من النتيجة النهائية يساعد في التغلب على المماطلة. كل مشروع تنتهي منه يعلمك درسًا جديدًا. لا تنتظر أن يكون عملك “مثاليًّا” قبل نشره.
لا تقلق من الشهرة، ركز على إنشاء عمل جيد ومشاركته.
الإنترنت يعطيك فرصة لعرض أعمالك ومقابلة من يشاركك الشغف.
الـمـوقع الجـغرافـي مهم
البيئة المحيطة بك تؤثر بشكل كبير على إبداعك. الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم، الأماكن التي تزورها، وحتى المدينة التي تعيش فيها يمكن أن تكون مصادر إلهام أو معيقات. ابحث عن بيئة تدعم إبداعك. احط نفسك بأشخاص ملهمين وإيجابيين. انتبه إلى الأماكن التي تشعر فيها بالإنتاجية والراحة. إذا لم تكن سعيدًا بموقعك الحالي، فكر في الانتقال أو على الأقل البحث عن مساحات جديدة للعمل والإبداع في محيطك. لا تبحث عن “الجمهور الكبير”، ابحث عن “الجمهور الصحيح” ركز على الناس الذين يقدرون عملك حقًّا، وليس على عدد المتابعين.
كن لطيفًا (العالم صغير جدًا)
يُذكِّر كلون القارئ بأن الإبداع ليس عملية فردية بحتة. كل فنان يستند إلى شبكة من التأثيرات، سواء كانت من الأساتذة، الأصدقاء، أو حتى أعداء! حتى كتابه هذا مستوحى من كتابات هنري ميلر وتشاك كلوك، ويحوي اقتباسات مباشرة منهما. بناء علاقات جيدة مع الآخرين في مجالك الإبداعي أمر بالغ الأهمية. كن لطيفًا، متعاونًا، وداعمًا للآخرين. العالم الإبداعي غالبًا ما يكون أصغر مما تعتقد، والسمعة الطيبة تفتح الأبواب. تواصل مع فنانين آخرين. اذهب إلى الفعاليات والمعارض. شارك أعمالك واطلب النقد البناء. قم بتقديم المساعدة والدعم للآخرين. بناء مجتمع حولك يثري تجربتك الإبداعية.
الدعم، التعاون، والاحترام تفتح لك أبوابًا أكبر من المواجهة والتكبر.
ابحث عن “قبيلتك” من المبدعين وتعاون معهم.
كـن مملاً للحفاظ على إبداعك
للحفاظ على تدفق الإبداع، تحتاج إلى تنظيم حياتك اليومية وتقليل المشتتات والفوضى غير الضرورية. الالتزام بروتين ممل في حياتك العادية يمكن أن يمنحك الطاقة الذهنية والوقت اللازمين لتكون مبدعًا في عملك. نظّم مساحة عملك. ضع جدولًا زمنيًا للنوم والاستيقاظ. مارس الرياضة. تناول طعامًا صحيًا. اهتم بصحتك الجسدية والعقلية. كل هذه الأشياء “المملة” تضع أساسًا قويًا لازدهار إبداعك.
الالتزام والانضباط أهم من الإلهام.
عش حياة مستقرة لتتمكن من إنتاج عمل مبدع باستمرار.
نظامك اليومي = قوتك الخفية.
كـن مستمراً
النجاح الإبداعي لا يأتي بين عشية وضحاها. يتطلب الأمر استمرارية وصبرًا ومواظبة على العمل يومًا بعد يوم. لا تتوقف عن التعلم والتطور. استمر في إنتاج العمل، حتى عندما تشعر بالإحباط. احتفل بالانتصارات الصغيرة. تذكر لماذا بدأت في المقام الأول. الاستمرارية هي مفتاح بناء مسيرة إبداعية ناجحة على المدى الطويل.
- لا يوجد شيء أصلي تمامًا.
- كل فكرة جديدة هي مجرد مزيج من فكرة أو أكثر من أفكار سابقة.
- لا تحتاج أن تكون عبقريًا، فقط كن نفسك.
- لا تنتظر حتى تعرف من أنت لتبدأ في العمل.
- الهوية تتشكل أثناء العمل، لا قبله.
- ارسم الفن الذي تود رؤيته، وابدأ المشروع الذي تود إدارته، واكتب الكتب التي تحب قراءتها.
- كن أنت المنتج لما تفتقده في العالم.
- إذا سرقت من مؤلف واحد، فهذا انتحال، أما إذا سرقت من كثيرين، فهو بحث علمي.
- الاقتباس من مصادر متعددة يخلق شيئًا جديدًا ومتميزًا.
- “تظاهر حتى تنجح.”
- لا تنتظر الشعور بالكفاءة، بل تصرف كما لو أنك محترف، ومع الوقت ستصبح كذلك.
- “كن لطيفًا. (العالم قرية صغيرة.)” العلاقات والسمعة أهم بكثير مما نظن في مسيرة الإبداع.
- “المشاريع الجانبية والهوايات مهمة.” الهوايات قد تكون مصدر الإلهام أو حتى التحول الأكبر في حياتك.
كتاب “Steal Like an Artist” لأوستن كليون هو دليل مُلهم للمبدعين يوضح أن الإبداع لا يعني اختراع شيء من العدم، بل هو إعادة تجميع وتطوير للأفكار الموجودة بأسلوب شخصي وفريد. يشجع الكتاب على التعلم من الآخرين، البدء قبل الوصول للكمال، والموازنة بين العمل الجاد واللعب الإبداعي. كما يُبرز أهمية مشاركة العمل مع الآخرين، الحفاظ على التواضع، وتنمية أسلوب حياة منضبط يدعم الاستمرارية في الإبداع. كن نفسك، استلهم من الجميع، وابدأ الآن دون خوف.